إنها
رحلة من أجمل الرحلات الربانية ، التي يكون فيها الإنسان ، في أزكى مراحل
الإستسلام والخضوع التام والانصياع المطلق لرب البرية ، إنها رحلة السجود بين يدي
الله العزيز الوهاب .
في
تلك الرحلة يكتسب الإنسان حريته المطلقة ، بالتحرر من سيطرة الشهوات وتلبيس
الشبهات ،و من سيطرة العباد إلى سيطرة رب العباد ، تكون بها الحاكمية لله المتعال
.
من
ثمرات تلك الرحلة الربانية أن الإنسان يتخلص من الشحنات الكهربية الموجبة الزائدة
بملامسة الأرض من خلال أركان السجود السبعة خاصة ( الجبهة ) ..... فتعيد له
التوزان ... وتجدد له النشاط ... وتزرع عنده البهجة والسرور ، فكلما إزداد سجوده ازدادت
سعادته ، كما تكسب الإنسان جانبا علاجيا بخفض ضغط الدم المرتفع .... تخفيف الصداع
والآلام المفصلية ...... تحسين وظائف المخ ..... إلخ .
ومن
أعظم ثمراتها على الإطلاق هو تحقق القرب الرباني الأمثل ، قال تعالى ( وَاسْجُدْ
وَاقْتَرِبْ )[العلق:19] ، و يقول - صلى الله عليه وسلم - ( أَقْرَبُ مَا
يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ )([1])
، فبمقدار سجداتك يكون قربك لله - سبحانه وتعالى- ، وعندها ينادي
بخفاء ..... ويدعو بلهفة .......ويرجو بشوق ....... ويتعبد بإخلاص تام ، خال من أي
شبه تبطل الإيمان والعقيدة ( الكبر – الرياء ... إلخ ) ولا مجال فيها لذلك .
وفي
تلك الرحلة يستطيع الإنسان قهر الشيطان بسجوده ..... فيرده خائبا حسيرا ... ويوضح
لنا أبي هريرة في حديثه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - حيث قال : ( إذا قرأ
ابن آدم السجدة فسجد اعتزل الشيطان يبكي ويقول: ياويله أمر ابن آدم بالسجود فسجد
فله الجنة، وأمرت بالسجود فأبيت فلي النار )([2])
.
وتظهر
أهميتها القصوى في الدنيا والأخرة في قوله تعالى ( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ
وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ )[الحجر:98] ، وعن ثوبان قال : سمعت النبي - صلى
الله عليه وسلم - يقول : ( عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك
الله بها درجة ، وحط بها عنك خطيئة )([3])
.
وتتعد
محاور تلك الرحلة بصورة لا حصر لها في الصلوات وفي سجود التلاة ، قال الله تعالى (
وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ )[ص:24] ، وسجدة
الشكر التي ينصاع فيها العبد ساجدا لله شكرا على نعمه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق