لا تكذب على الله - لغتي حياة

أهم الموضوعات

لغتي حياة

ما في لغات الكون لغة كالتي سمت أحرفها بكلام الله


Post Top Ad

Post Top Ad

الأحد، 28 فبراير 2021

لا تكذب على الله

 


حقيقة ما لفت انتباهي إلى كتابة هذا المقال تلك الصورة التي وضعتها كإشارة إلى الموضوع الذي أكتب عنه الآن ، خاصة أنها لم تكن تلك الصورة هي الفريدة من توعها أو ذات الحدث المنعدم التكرار ، بل هناك الكثير مما ينتشر على مواقع الأنترنت المختلفة  يحمل في طياته الغرابة والعجب ، يدعي من صممها ببرامج الجرافيك المختلفة أنها حقيقية ، ويطلب من ناظرها أن يقر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير على صدق تلك المعجرة ، قائلا له قل ( سبحان الله ) قل ( الحمد لله ) قل ( لا إله إلا الله ) قل ( الله أكبر ) ظانًا في كل ذلك أنه يخدم الدين ، ولكن كم مريد للخير لن يصيبه ، وأي خير في هذا ؟؟ إن الدين لا يحتاج إلى أكاذبيك لإثبات صدق الرساله والمنهج وبيان الإعجاز الرباني ، فبين أيدينا معجزة لا تحتاج منا إلا التدبر .

بل إن الدين يحتاجك أنت أن تكون ذا قلب صادق ، يسعى إلى النجاة بنفسه ، ( وَقَالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ )[الصافات:99] ، ولن تنجو من كل تلك المهلكات إلا إذا كنت صاحب ذلك القلب الذي وصف بــ ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )[الشعراء:89] .

فتلك الإدعاءات والأكاذيب ليست لك رصيدا إلا في ميزان عاقبته الخسران ، فلا تظلم نفسك ، قال تعالى ( فَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّه وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جَاءَهُ )[الزمر:32] ، فآية تتدبرها أفضل الف الف مرة من صورة تتأملها لاوجود لها ولا اساس لها من الصحة ، ولا تتبع خطوات الشيطان ،قوله تعالى  ( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا )[النساء:119] .

وتذكر أن تلك الإدعاءات ما خرجت من أفواه إلا أفواه اليهود والمنافقين ، فتدبر تلك الآية التي تحدثت عن حال اليهود في مساءلة الادعاء ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )[آل عمران:60] .

كما قد سبق الكثير من المنافقين اختراع تلك الأكاذيب – مع الاختلاف في الأسلوب والطريقة ، بمقتضى متغيرات العصر – فقد كانوا يقولون ويكتبون الأحاديث وينسبونها إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، منهم من يفعل ذلك للتغيير والتبديل ، ومنهم من يفعل لمجرد الكذب بإدعاء المعرفه ، ومنهم من ظن أنه يخدم الدين وهذا بعيد ، ونسوا  تحذير الرسول - صلى الله عليه وسلم - لكل هؤلاء بقوله ( مَن كَذَب عليّ مُتعمِّدًا فليتبوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار)([1]).



[1] - صحيح ابن حبان .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad