الشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة - لغتي حياة

أهم الموضوعات

لغتي حياة

ما في لغات الكون لغة كالتي سمت أحرفها بكلام الله


Post Top Ad

Post Top Ad

الجمعة، 19 فبراير 2021

الشاعر الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة

 


كتبته الطالبة : شوق علي السبيعي



ودعت البحرين يوم 28 مارس 2004 شاعرها الكبير الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة عن عمر ناهز 73 عاماً، قضاها في محراب الأدب والشعر، تعلم نظم القصائد من معلمه الأول الشاعر إبراهيم العريض، وقرأ في دواوين نخبة من كبار الشعراء العرب، بدءاً من أبو الطيب المتنبي، مروراً بالشاعر إيليا أبو ماضي، وأبي القاسم الشابي، وعلي محمود طه، و انتهاءًا بالشاعر عمر أبوريشة.

ولد «عاشق أورال» وشاعر الطبيعة، الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة في قرية الجسرة عام 1929، ابناً لفرع من فروع الأسرة الخليفية الحاكمة التي أعطت البحرين أيضاً شعراء آخرين مثل الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة، والشاعر الوائلي الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة.

وفي عمر الثالثة انتقل إلى قرية الزلاق على الساحل الغربي لجزيرة البحرين، لينشأ ويترعرع ويعيش طفولته وصباه فيها على مشاهد البحر والصيادين وبساتين النخيل الخضراء.

وظل هناك حتى 1951 لينتقل بعدها للسكن في منطقة مغايرة تماماً، تعج بالحركة والضوضاء هي منطقة القضيبية في قلب العاصمة المنامة، حيث درس المرحلة الثانوية مزاملاً 3 ممن أصبحوا لاحقاً من ضمن نجوم الشعر والأدب في الخليج، هم الدكتور غازي القصيبي، والشاعر عبدالرحمن رفيع، وناصر بوحيمد.

وفي القضيبة أيضاً تعرّف أحمد آل خليفة على الشاعر إبراهيم العريض الذي كان يقيم في المنطقة ذاتها وتتلمذ على يده، علماً بأن العريض خصّه بالجملة التالية في معرض رأيه فيه: «أحمد بين الشعراء الذي تعتز بهم الجزيرة، هو أقواهم إلى الحياة التي يمارسها تعبيراً، وأرهفهم بالآلام التي يعانيها في وحدته شعوراً».

وعن ظروف تعرفه على العريض وارتباطه به أخبرنا الشاعر في حوار

معه نشرته صحيفة «الأيام» بعد وفاته (23/‏‏5/‏‏2004) بما يلي: «لقد التقيت بسائق كان يعمل عنده وهو جار لي وقلت له لدي رسالة أرجو توصيلها إلى إبراهيم العريض، كان ذلك عام 1952 وبالفعل وصلت الرسالة التي كنت أطلب فيها مقابلته لأعرض عليه بعض أشعاري، وفوجئت بأن الرجل رحب بي بشكل لا يوصف، ومن تلك اللحظة أصبحت بيننا صداقة أدبية وإنسانية، وأذكر أنني في بداياتي الشعرية كتبت قصيدة وأهديته إياها، فقال لي: أنصحك ألا تنشر أي تجربة، عليك أن تتمهل وتراجع ما تكتبه، وتذكر دائماً أنك لن تصبح شاعراً إلا إذا تحدث عنك الأدباء والنقاد في دمشق والقاهرة».

أول ديوان

ولشدة تعلقه بالأدب والشعر ، برز ضمن طليعة شعراء البحرين المعاصرين، الذين خلدوا دروس الحياة وصور البيئة البحرينية القديمة وتجربة الغوص على اللؤلؤ وحوادث المجتمع والمناسبات التاريخية من خلال قصائد غلبت عليها الرومانسية وطغت عليها الصور الخيالية، والتزمت بخطوط النظم الكلاسيكي بعيداً عن تيارات التجديد والحداثة التي عاصرها دون أن يتأثر بها أو برموزها، وإن كان قد تمرد على النمط الشعري المحافظ لجهة الموضوع والأسلوب، وليس لجهة الوزن والعمود.

ونرى هذا بوضوح في الأعمال والدواوين الشعرية التي نشرها بدءاً من أول ديوان أصدره عام 1955 تحت عنوان «أغاني البحرين» من خلال «دار الكشاف» اللبنانية، وانتهاء بأوبريت الفاتح عام 2003، ومروراً بدواوين: «هجير وسراب» (1962)، و«بقايا الغدران» (1966)، و«القمر والنخيل» (1978)، و«العناقيد الأربعة» (1980)، و«غيوم في الصيف» (1988)، و«عبير الوادي» (2001)، و«أنفاس الرياحين» (2003).

أوسمة

نال الشاعر الشيخ أحمد آل خليفة، خلال مسيرته الأدبية، العديد من الأوسمة والتكريمات، من أهمها: وسام «البحرين» من الدرجة الأولى في أكتوبر 2002، ووسام «التكريم» من قادة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في مسقط عام 1989، كما فاز في المسابقة الأدبية للقصيدة النبطية التي أعلنها الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عندما كان ولياً للعهد في أبريل 1979، ونال شهادة تقديرية من «بيت القرآن» بالمنامة على ما قدمه من دعم ومساندة وعطاء لهذا المعلم، وتم منحه العضوية الفخرية لنادي «المحرق» الرياضي في فبراير 1990.

وفي 23 أبريل عام 2002 تم تكريمه من قبل وزارة التربية والتعليم البحرينية بحصوله على درع إدارة المكتبات العامة بالوزارة في اليوم العالمي للكتاب الذي يصادف ذلك التاريخ من كل عام، وذلك عن فوز ديوانه «عبير الوادي» كأحد أبرز النتاجات الفكرية البحرينية المتميزة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad