شعور مفتقد - لغتي حياة

أهم الموضوعات

لغتي حياة

ما في لغات الكون لغة كالتي سمت أحرفها بكلام الله


Post Top Ad

Post Top Ad

الأحد، 12 سبتمبر 2021

شعور مفتقد


 بقلم الطالبة : عائشة هاني 


أ
نا المشتاقةُ إلى الماضي ولا أنبذه ،أنا الخائفة من المستقبل ولا أتطلع له أنا التي تنام متأخراً لكي لا تُرى في الصباح ، أنا التي تتنفس
 كربتها بالصراخ و الألم ،أنا التي لا تبدي لكم الشكوى بل تكتمها أنا قصة إنسان لا تهم سوى الأسرى ليمضي الوقت في غمضة ، أنا
 الهالكة بكل هذا الأسى ناضجه  برحمة من الله ،قد ذقت الشيب في الصبا ،أنا التي لا تريد سوى الوحدة  ، والله شهيد أني أريد ذلك .
من وماذا فعل لي الآن ، سكون الليل قد طال، وحولي الكون لا يجري 
ولا أدري أهو عسعس الليل في بدايته أم عسعس النهايه، ولا أرى سوى الخُنس الكُنس ،وزمهرير السماء أضاء و اتسق  ،واحتضار النَّفس من بين الصُّلْبِ وَ التَّرائِبِ لم يعد في الإمكان.
 أشعر بأنني أحتاج التنفس ، فيا ليتني أنسى الأمور ولا أتجاوزها فلم أحب يوماً أنني أتجاوز ولا أنسى،وقد سلب العالم صوابي وقطع كل
 السبل بيني وبين وصالي ، و أتلف ما تبقى من شبابي في خلق سبعون مشهداً وحواراً لربما تدور في هباء المستقبل! وهذا وليس لي
 حياة في الخيال فما تلك إلا أضغاث أحلام يصعبُ تأويلها وما أنا بتأويل الأحلام بعالمة..
يؤرقني الوقت مع مروره تصبح الذكريات باهته تُطمس، ننساها
بالأصح نعتادها فمن يؤنس وحدتي بعدها تلك الذكريات التي يتمنى المرء أن يعانقها، تلك المشاعر المفقودة بين طيات الماضي  .
هل سأعود من  من جديد  باعتزالي وانفرادي أبلل وجنتاي بما فاضت عيناي من العبر وقد تجاوزتُ الدنيا ،ولن أنسى أبدًا أني هنت إلى
 هذا الحد ولم يسعفني أحدهم بكأس من الشاي، بعلو الصوت ينادىٰ علي أترغبين كأساً من الشاي؟ 
عدت من جديد لسواد ريشتي وما يكتتب بها ، فَلِمَ أنحر ريشتي بتلعثمات حروفي؟ فَلَمْ أمر بطفولة بائسة! 
ألا يقال أفضل تدريب ليصبح المرء كاتباً هي طفولة بائسة! 
وقد مرت علي طفولة لا عيب فيها، أتناول حبات الشوكلاته على أنها دواء لتهرع إليَّ جدتي في خوف لما أتناوله، أنتظر حلول العيد
 لأراقب ثياب العيد بالساعات قبل أن تكسو قلبي الرقيق ، ألوح للطائرة من أسفل على أمل أن يراني ركابها و يلوحوا لي بدورهم ،
 أنزوي وحيدة عندما يعلو صوت معلمتي عليّ خوفاً من أمير الشعراء حين قال : " قم للمعلم وفه التبجيلا ، كاد المعلم أن يكون رسولا " 
حينما أقلب بين سجلات طفولتي أراها أياماً ضاحكة متراميه على أطراف حياتي ، أحتضر جدتي "رحمة الله عليها" وهي تشعل
 مصابيح البيت على منارات حكاياها الشيّقة ممسكةً سجلات دفاترها المهترئه.. ممزوجةً بنصائحها العطرة وحكمها ، أحن إلى تلك الطفولة بكل تفاصيلها .
أحن إلي عندما بكيت خشية أن لا أستطيع استرداد أسيرتي المحتله، فلم أكن أعلم أنها حرة رغم أنوف التائهين في الأرض ، فلم أمضي
 طفولة ملطخة مليئة بالأسى والحزن فما بالي؟ ألستُ بكاتبه ؟ 
أم أني أنعت ما في خفايا قلبي  لأني  لا أسطيع الجود بكلماتي .........


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

Post Top Ad