حقيقة ما لفت انتباهي إلى كتابة هذا المقال تلك الصورة التي وضعتها كإشارة إلى الموضوع الذي أكتب عنه الآن ، خاصة أنها لم تكن تلك الصورة هي الفريدة من توعها أو ذات الحدث المنعدم التكرار ، بل هناك الكثير مما ينتشر على مواقع الأنترنت المختلفة يحمل في طياته الغرابة والعجب ، يدعي من صممها ببرامج الجرافيك المختلفة أنها حقيقية ، ويطلب من ناظرها أن يقر بالتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير على صدق تلك المعجرة ، قائلا له قل ( سبحان الله ) قل ( الحمد لله ) قل ( لا إله إلا الله ) قل ( الله أكبر ) ظانًا في كل ذلك أنه يخدم الدين ، ولكن كم مريد للخير لن يصيبه ، وأي خير في هذا ؟؟ إن الدين لا يحتاج إلى أكاذبيك لإثبات صدق الرساله والمنهج وبيان الإعجاز الرباني ، فبين أيدينا معجزة لا تحتاج منا إلا التدبر .
بل إن الدين يحتاجك أنت أن تكون ذا قلب صادق ، يسعى إلى النجاة بنفسه ، ( وَقَالَ
إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبِّي سَيَهْدِينِ )[الصافات:99] ، ولن تنجو من كل تلك
المهلكات إلا إذا كنت صاحب ذلك القلب الذي وصف بــ ( إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ
بِقَلْبٍ سَلِيمٍ )[الشعراء:89] .
فتلك
الإدعاءات والأكاذيب ليست لك رصيدا إلا في ميزان عاقبته الخسران ، فلا تظلم نفسك ،
قال تعالى ( فَمَنْ أَظْلَم مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللَّه وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ
إِذْ جَاءَهُ )[الزمر:32] ، فآية تتدبرها أفضل الف الف مرة من صورة تتأملها لاوجود لها ولا اساس لها من الصحة ، ولا تتبع خطوات الشيطان ،قوله تعالى ( ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ومن
يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا )[النساء:119] .
وتذكر
أن تلك الإدعاءات ما خرجت من أفواه إلا أفواه اليهود والمنافقين ، فتدبر تلك الآية
التي تحدثت عن حال اليهود في مساءلة الادعاء ( وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا
يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنْ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ
مِنْ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِنْدِ
اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ )[آل عمران:60]
.
كما
قد سبق الكثير من المنافقين اختراع تلك الأكاذيب – مع الاختلاف في الأسلوب
والطريقة ، بمقتضى متغيرات العصر – فقد كانوا يقولون ويكتبون الأحاديث وينسبونها
إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، منهم من يفعل ذلك للتغيير والتبديل ، ومنهم
من يفعل لمجرد الكذب بإدعاء المعرفه ، ومنهم من ظن أنه يخدم الدين وهذا بعيد ،
ونسوا تحذير الرسول - صلى الله عليه وسلم -
لكل هؤلاء بقوله ( مَن كَذَب عليّ مُتعمِّدًا فليتبوَّأْ مَقْعَدَهُ من النار)([1]).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق